تفضلي يامدام في غرفة الإنتظار حتى يحين دورك
فأنت رقمك الــ 19
والأن عند الطبيبة المريض رقم 6
0
0
0
كم أكررررررررره مثل هذه العبارات التي تشعرني بالإختناق
وتجعلني أجر الخطى متثاقلة لغرفة الإنتظار وكأني أدخل غرفة التعذيب
فساعات الإنتظار أعتبرها سرقة من عمري توقفني عن أداء المهام المتكدسة التي تنتظرني
فأنا أجلس وأنا متوترة وعيناي تلف وتدور في هذه وتلك وفي الغادي والجاي
ممللت التملل بجلستي وتحريك نفسي يمنة ويسر من كثر تعب جلوس الإنتظار
0
0
0
أفكر بنفسي : كان بإمكاني الأن أن أنهيت تدريس إبنتي
وربما كنت انجزت تنظيف المطبخ
بل بالتأكيد كان بإمكاني أن أنهيت كي الغسيل المملوء في السلال
0
0
0
أووووف كم يزيدني هذا التفكير تعذيباً و مقتاً وكرهاً للإنتظار
قلبت المجلات الموجودة على الطاولة حتى انهيتها
أخذت جوالي وعبثت بما فيه لأمرر الوقت
حادثت من تجلس بجنبي حتى جاء دورها ورحلت
وأنتظر وأنتظر حتى أصاب بالخمول والكسل وأشعر بالنعاس
وأشعر بالدقائق تمر طويلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وكأنها حبل يقيدني
0
0
0
وماأن تعلن الممرضة نداء اسمي الموقر حتى أهب حامدة الله شاكرة من فرحتي وأسارع الخطوات للخروج من غرفة التعذيب
0
0
0
0
0
مع الأيام قرأت مواضيع عن كيفية الإستفادة من ساعات الإنتظار وبتنا نجد ملصقات في حجرات التعذيب تذكرك بقضاء دقائق الإنتظار بالإستغفار
فتفتحت مداركي ولفتت نظري لأشياء مهمة كنت غافلة عنها
نعم والله فكلاً منّا ماأن يدخل بيته أو مقر عمله حتى ينشغل بمهامه ومسئولياته وبمشاغل الدنيا
فتجدنا نجري ونلهث لنعمل هذا ونخلص هذا وهذا يريد وتلك تريد
حتى الصلاة نصليها ونحن نفكر في أنه بقي أن أفعل كذا وكذا وأحضر كذا وأعمل كذا
وقد لانجد وقتاً حتى لقول الأذكار بعد الصلاة فما ان ننتهي من التسليم حتى نهب جرياً للمطبخ ونكمل الأذكار في الطريق هذا إذا لم أنسى كعادتي إكمالها لإنشغالي
فكرت كيف أن بالفعل أوقات الإنتظار كنز ثمين لنا
0
0
0
شعرت كأن ساعة الزمن تقف عند بدأ الإنتظار وكانها تقول لي :
( هذه دقائق لكِ لتخلي فيها بنفسك وترتاحي من عناء اللهاث والتعب خلف الدنيا
هذه دقائق كواحة غناء لكِ تريدك أن ترتعي فيها بالخلو بخالقك وأن تعوضي فيها تقصيرك في بقية الأيام)
0
0
وبالفعل والله أصبحت إذا أردت الذهاب لمكان سيكون فيه انتظار
اجهز في شنطتي أحياناً قرأني أو أنزله في جوالي لسهولة حمله وأحياناً أحمل معي الكتاب الذي جذبني عنوانه واشتريته وللان مهجور في رف البيت لم أجد الوقت لقراءته
أصبحت في ساعات الإنتظار أستغفر وأسبح الله بالمئات
وتارة أدعوا وتارة أراجع بعض سور القرأن التي أحفظها
وتارة اقرأ القرأن وتارة اقرأ كتاب
أما السبحة فهي لاتكاد تفارق شنطتي فأنا أحملها في كل مكان حتى وأنا في السوق
حتى وأنا أنتظر ابنتي عند كل لعبة في الملاهي حتى تنتهي منها
أو في السيارة في طريق ذهابي لأي مشوار فأنا أستغل الدقائق للأذكار
0
0
0
وهكذا بعد أن كنت أكره تلك الساعات والدقائق أصبحت الأن أحبها وأبحث عنها بعد أن عرفت قيمتها
0
0
أصبحت إن قالت الممرضة تفضلي لغرفة الإنتظار انتشي فرحاً وأنا أسارع الخطى للدخول وأنا أقلب في شنطتي لأبحث عن عدتي لذكر ربي
0
0
0
وهكذا أصبحت لااشعر بتلك الدقائق بل أنها أصبحت سريعة وتنتهي بسرعة
0
0
تنادي الممرضة اسمي فقد حان دوري .....فأقتضب وأنا أشعر أني ماشبعت وماارتويت من تلك االحجرة
التي بعد أن كانت غرفة تعذيب أصبحت واحة راحة وذكر وتسبيح
0
0
0
0
0
0
وكما تعلمون أيها الكرام أن عبادة الذكر والإستغفار لاتحتاج لمجهود ولالوضوء ولا لإستقبال القبلة
بل حيث ماكنت وبأي حالي يمكنك قولها وبالتأكيد تعرفون فضلها الذي قال عنه الذي لاينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام:
(( ألا أنبئكم بخير اعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم , وخير لكم من انفاق الذهب والفضه , وخير لكم من ان تلقوا عدوكم , فتضربوا أعناقهم , ويضربو ا أعناقكم ,؟ قالوا بلى قال ذكر الله تعالى ))
رواه الترمذي
فياسبحان الله ما أن أعود بيتي إلا وأنا محملة بالأجور الكبيرة التي ترفع بإذن الله درجاتي وتعم نفسي وبيتي بالخير والسعادة والهدوء والسكينة
0
0
0
وأكمل بعدها جرياني في عجلة الحياة ومشاغلها وأنا متشوقة لساعات الإنتظار المقبلة لأتنفس فيها الصعداء.
0
0
0